التدخين والمواد السامة تسبب العجز التنفسي
يتطور داء الالتهاب المزمن للقصبات التنفسية لمدة طويلة حتى يصل إلى حالة اللارجوع؛ حيث تكون الأضرار قد استقرّت ويصبح شفاؤها مستحيلا. إن السبب الأساسي لهذا المرض العضـــال هو التدخين، والذي يظهر في بدايته بالسعال المتكرر والتنخم في كل صباح. وغالبا، للأســــف، ما تهمل هذه الأعراض التي تمثـــل ناقوس الخطر من طرف المريــض الذي لا يعيرها أهمية، وينتظر إلى حد بلوغه مرحلة صعوبة التنفس لكي يستشير الطبيب. إنه لا يوجد علاج شاف لمرض الالتهاب المزمن للقصبات التنفسية، لكن يمكن تفادي تطور هذا المرض إلى مرحلة العجز التنفسي. كما أن هناك أدوية تمكّن من توقيف تطوره وكبح مضاعفاته إذا تم ذلك باكرا.
يفقد المصاب بالالتهاب المزمن للقصبات التنفسية قدراته على التنفس بطريقة سليمة بصفة تدريجية، بسبب تضييق دائم وتدريجي للقصبات التنفسية، نتيجة تضخم جدران هذه الأخيرة وتدمير الرئة.
هذه الأضرار المتتالية هي ناتجة عن التأثيرات المتكررة التي تلحقها المواد السامة التي يستنشقها الشخص وأهمها التبغ.
أغلب المصابين بهذا الداء الذين يقارب عددهم الإجمالي 10% هم في حالة العجز التنفسي المزمن، ويتابعون علاجا متكررا ودائما بالأوكسجين والتنفس الاصطناعي.
لأسباب بنيوية وهرمونية النساء والرجال ليسوا متساوين في الأمراض التنفسية. وبسبب انتشار التدخين عند النساء في الأعوام الأخيرة، فإن نسبة إصابة النساء قد ارتفعت وأصبحت تقارب نسبة الرجال وهذا ما يثبت دور التدخين (80%) في ظهور الالتهاب المزمن للقصبات التنفسية الذي يزيد من مضاعفاته وخطورته، إضافة إلى التلوث البيئي (السيارات، الشاحنات، المصانع، الإشعاعات، المبيدات...) والتعرّض المهني المباشر لبعض المواد السامة (الإسمنت، الجبس، الدهون...).
إذا كنت مدخّنا يمكنك حساب احتمال إصابتك بعجز تنفسي، ويتم هذا بحساب عدد العلب سنويا (ع.س) الذي يساوي عدد السجائر المدخنة يوميا، مضروب في عدد السنوات التي كان الشخص يدخن فيها تقسيم على .20
فكلما كان (ع.س) مرتفعا كلما كان الشخص أكثر عرضة للعجز التنفسي ولسرطان الرئة.
عن جريدة الخبر اليومي - بتصرف -