نقطة سوداء

ظـاهـــرة العــنــف فــي الــمـلاعـــب
مـــوجــة العــنــف تــضــرب من جــديــد

يبدو أن ظاهرة العنف في ملاعبنا لم يكتب لها النهاية, و الأحداث المؤسفة تتكرر من جولة لأخرى وفي غالب الأحيان الأمور تتجاوز المعقول وتخرج عن الإطار الرياضي , لتتحول إلى فوضى و معارك لا تنتهي إلى بعد وقوع ضحايا و خسائر ماديّة وبشرية , فغلى الجميع أحذ الموضوع بجديّة لحد من هذه الظاهرة التي تفاقمت وضعيتها و أثرت على مجريات الكرة الجزائرية بحيث أفقدتها نكهتها خاصة و أن كرتنا ليست بحاجة لعوامل أخرى ثؤتر , أفلا يكفينا المهازل الكثيرة التي تتخبط فيها المستديرة ؟ .

فالحقيقة تقال بأن ظاهرة العنف أصبحت تشكل خطرا على كرة القدم الجزائرية , وقد أجمع الخبراء و الباحثين في الموضوع أن هناك عوامل و عدّة أسباب أدت لانتشار هذه الظاهرة في المجال الرياضي , ومنها و بالدرجة الأولى سوء التنظيم الذي يعدّ المحرك الأساسي للعنف , فهل يعقل ويصدق أن ملعب يتسع لـ50 ألف مناصر و يضم العديد من الأبواب , يفتح منه إلا بابين أو ثلاثة لجيوش من الأنصار التي جاءت لمساندة ناديها المفضل و كذا الترويح عن النفس و لكن وجدت نفسها مجبرة على العراك و الشجار قبل دخول الملعب , فهذه الأعداد الهائلة من المتفرجين تقصد الملاعب وهي تبحث عن نصيب من الفرجة و المتعة التي هي محرومة منها في حياتها اليومية , و لكنها لاتجد سوى الأداء الهزيل ومردود اللاعبين أصحاب المداخيل المعتبرة لا يبشر بالخير الأمر الذي يزيد من غضب الأنصار.
فكل هذه الظروف تؤدي بالمناصر لتفريغ مكبوثاته و تحويلها إلى غضب و عنف قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه و خير دليل على ذلك الأحداث المأ سوية و الـدمويّة التي عصفت بملعبي مستغانم و أرزيو , فالكارثة كانت كبيرة و المستقبل لا يّعد بالكثير , إضافة لذلك فالمسؤولين القائمين على شؤون الكرة وكذا على تنظيم و تسيير ملاعب الجمهورية تجدهم لا يفقهون شيئا وفي غالب الأحيان هم من يخلقون المشاكل بسبب قراراتهم الارتجالية التي تفجر الأمور و الغضب خارج الملعب, ومن أبرز العوامل كذلك أن ملاعبنا لم تعد أمنة , فالمتفق عليه أن الملاعب وجدت لضمان الفرجة و المتعة و لكن العكس يحدث في ملاعبنا التي أصبحت المكان المفضل للجميع من أجل تبادل التهم , السّب , الشتم , الإهانة وحتى المساس بديننا الحنيف عن طريق العبارات المخلة بالحياء ناهيك عن نشر الفتن وكذا تفشي عقليّة الجهويّة , ويمكن القول أن ظاهرة العنف في ملاعبنا أخذت حيّزا كبيرا من مشاكل الكرة الجزائرية التي تعيش أسوأ أحوالها و أن هذه الأزمة ما زادت الطين إلا بلة و أحرجت الجميع بعدما وجدت معظم وسائل الإعلام الأجنبية ظاهرة العنف في ملاعبنا " مادّة دسمة " تناولتها وتناقلتها أكبر القنوات العربيّة على غرار " مدي 1 سات – الجزيرة – العربية ..."
خلاصة القول أن على الكل الالتزام بروح المسؤولية و الإحساس بالخطر القادم لا محال إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه , فلابد من وضع ضوابط و قوانين صارمة للحد من هذه الظاهرة التي شوهـت سمعة كرتنا و أدخلتها الـنفق المظلم .

العنف صفة همجية توارثتها الاجيال و الرياضة أخلاق أو لا تكون فمن يربي إذاً ؟ الحكمة في العقل و دونه تهور أخي أبو يوسف . بوركت كما بورك في الزيت .