منتدى نقرين الحضارة و التاريخ
مرحبا بك(ي) عزيز(ت)ي الزائر(ة). المرجو منك(ي) أن تعرّف(ي) بنفسك(ي) و تنظم(ي) للمنتدى معنا. إن لم يكن لديك (ي) حساب بعد, نتشرف بدعوتك(ي) لإنشائه
منتدى نقرين الحضارة و التاريخ
مرحبا بك(ي) عزيز(ت)ي الزائر(ة). المرجو منك(ي) أن تعرّف(ي) بنفسك(ي) و تنظم(ي) للمنتدى معنا. إن لم يكن لديك (ي) حساب بعد, نتشرف بدعوتك(ي) لإنشائه
منتدى نقرين الحضارة و التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةخالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قصي
مشرف
مشرف
قصي


ذكر عدد الرسائل : 403
العمر : 50
الموقع : الجزائر
المزاج : هادى
الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار Empty
السٌّمعَة : 2
نقاط : 29651
تاريخ التسجيل : 16/08/2008

الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار   الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار I_icon_minitimeالإثنين 15 يونيو 2009 - 23:19

لماذا كانت بعض القوارب المصرية تتجه نحو إسرائيل وتعود بشكل يومي؟

كانت مراكز الملاحظة التابعة لنا متواجدة في الفيلات القديمة التي يملكها ضباط سابقون أو شخصيات مرموقة في البلد. وكنا مستقرين في منطقة كثيرة السقي وتعتمد على الزراعة، حيث كانت أغلبية الأراضي مزروعة بأشجار مثمرة، خاصة أشجار البرتقال وفواكه المانجو الممتدة على مد البصر. وكانت الأراضي لا تزال حينها في أيدي الملاك الكبار، ولم تُوزع سوى قطع صغيرة فقط في إطار الإصلاح الزراعي الذي انتهجه عبد الناصر. وكنا نعرف المستفيدين الجدد من هذه الأراضي بسواقيهم القديمة وأبقارهم الهزيلة التي لصق جلدها بالعظم.

*
وكانت إحدى هذه الفيلات من أملاك المشير عبد الحكيم عامر، وكان المطّلعون على هذا الأمر يسمونها "فيلّة المشير". وجاءنا ساع في إحدى الأيام وهو يحمل بريدا أرسله مُحام طلب منا دفع ثمن إيجار الفيلات الثلاث أو الأربع التي كانت بحوزتنا، فأبلغت رائد مقاطعة فايد "لكنني لم أتلق أي رد منه". وكانت هذه الفيلات مهيئة بطريقة حسنة، وزرت تلك التي كانت للمشير، ورغم الخراب الذي أصابها بعض الشيء بسبب الحرب، إلا أنها كانت إقامة فخمة، كما أن المشهد من السطح بدا أخّاذا، حيث كان بإمكاننا مشاهدة البواخر العديدة التي فاجأتها الحرب فاتخذت البحيرة كمرسى. وفي أوقات صفاء الجو كان "خط بارليف" يبدو قريبا جدا. وكنا بمساعدة مناظيرنا نستطيع مشاهدة تحركات الجنود الإسرائيليين. وفي الجنوب كان بإمكاننا مشاهدة ضواحي مدينة السويس ودروبها. أما في الشمال، فقد كان المصّب المشهور يمتد قبالتنا، كما تتراءى مدينة الإسماعيلية أمام أعيننا.
*
كان يحدث وأن استمتعنا بالشواطئ القريبة من هذه الفيلات، وأحيانا كنا نأخذ عناصر بطارية المدفعية للسباحة ونسيان قساوة الصحراء، ولو لفترة. وكان العائق الوحيد هو الألغام المضادة للقوارب البحرية الموضوعة على بعد متر ونصف من حافة البحيرة على امتداد الساحل.
*
وبما أن هذه الألغام كانت واضحة للعيان فإننا كنا نقوم بتنبيه الجنود قبل الترخيص لهم بالذهاب إلى البحيرة. وحدث وأن لمس أحد جنودنا صاعق لغم عن غير قصد فانفجر عليه ومزّقه إلى أشلاء لم نجمع منها سوى بقايا حمراء مختلطة بالرمل، ولم نكتشف إلا بعد حوالي ساعة بأن ما جمعناه هو ما تبقى من هذا الجندي المسكين. ورافقنا تابوته الذي لم يكن يحوي سوى علبة صغيرة مليئة بالرمل والبقايا التي أمكننا جمعها، وكان على المرافقين أن يشرحوا لعائلته ظروف موت ابنهم، وألزمناهم بعدم فتح التابوت. وبعد هذا الحادث المؤلم تم حظر السباحة في بحيرة عامر.
*
كانت الأرصفة تمتد على طول البحيرة لتمكين الصيادين من إرساء قواربهم، بما فيها تلك التي كانت في الخط الأمامي للواء.
*
كان الصيادون يدفعون قواربهم كل صباح نحو البحيرة للصيد، وفي حدود العاشرة صباحا تظهر مئات القوارب التي تحجب رؤية ماء البحيرة لكثرتها، وكانت هذه القوارب كلها متشابهة. وكان الصيادون يرجعون إلى بيوتهم قبل غروب الشمس ليبدأوا دورة حياتهم مرة أخرى في اليوم الموالي، وكان بعض هذه القوارب يستغل هذا الجو المضطرب ليرسو في الضفة الأخرى ويتواصل مع الإسرائيليين، قبل أن تتخفى بعد رجوعها مع مجموع القوارب في وسط البحيرة. وعندما أُبلغت بهذه المعلومة اتصلتُ بالمسؤول عن مصالح الأمن في القطاع الذي سُلمت فيه مركز القيادة، وأعلمته بأن هذا الأمر يُعتبر "خطيرا جدا"، لكنه لم يتفاجأ على الإطلاق، ثم وعدني بأن يُقدم لي جوابا عن الموضوع "في حدود 3 إلى 4 أيام" بعد قيامه بتحقيق. وأعلمني بعد أسبوع بأن أولئك الصيادين كانوا في "مهمة خاصة"، ولم أقتنع بهذا الجواب وأنا أتساءل في قرارة نفسي هل ما ذكره صحيح أو أنه اتخذ إجراءات لكي لا يتكرر الأمر. ولكن الأمر نفسه تكرر بعد ذلك. لم تعد الاتصالات مع الإسرائيليين تتم بنفس الوتيرة التي كانت عليها في السابق، لكنها كانت تولّد الشك في أذهان جنودنا، فقررتُ تعيين مترصدين بالمناظير وكلفتهم بمراقبة كل من يتواصل مع العدو، وكانت العقوبة واحدة على جميع المخالفين: ضرب مبرح ومصادرة القارب وحظر الدخول للبحيرة مرة ثانية، ولكن هذا لم يمنع صيادين آخرين من مخالفة التعليمات بشكل يومي انطلاقا من أرصفة أخرى.
*
كانت الحياة أبعد ما تكون عن الرتابة، وهو ما يستدعي الحذر الذي كان يأتي من تلقاء نفسه. وبدأت أعجب بهذه الحياة المثيرة التي كنت أقضي بعضها في زيارات تفتيش في الميدان وبعضها في مراقبة توجيهات الرجال دون تمييز بين رتبهم، سواء كانوا ضباطا أو ضباط صف أو جنودا. وكان ضباط مصريون من مختلف التخصصات موّفدين للقيام بمهمة التكوين في فترات مغلقة، وكنت إضافة إلى ذلك مطّلعا على كل ما كان يدور في جبهة الجيش المصري 2، حيث كنا نتابع كل ما يجري في الفضاء الجوي للجبهة ونشارك في العمليات الميدانية سواء كانت متعلقة بمواجهة الطائرات أو القصف بالمدفعيات والدبابات، وبما أننا لم نستطع استعمال الدبابات في الرمي المباشر، كنا نقوم باستعمالها في بعض الأحيان في التحضير للرماية المدفعية.
*
لقد كانت أهدافنا هي "تل السلام" ومصب النهر وخزان الماء الذي يمد جزءا من "خط بارليف"، وكنا نستهدف الأهداف المتحركة باستعمال الربط بين الجيشين الثاني والثالث أو باستغلال أهداف في العمق أو بتوجيه القذائف المضيئة.
*
ولما بدأت حرب الاستنزاف في التصعيد، لم يتحرج كل من الإسرائيليين والمصريين في استعمال الطيران. وبما أن الجيش الإسرائيلي كان هو الأقوى في هذا المجال، فقد اعتمد على سلاح الجو كطريقة أساسية في غاراته. وكانت الإنذارات الجوية اليومية لا تهدف إلى مهاجمة وتدمير الأهداف المتعددة بقدر ما كانت تهدف إلى زعزعة معنويات القوات المصرية. وقد كانت الطائرات الإسرائيلية تقذف القنابل المُحرقة أو تقوم بغارات في عمق مواقعنا، وكنا كثيرا ما نسمع صوت المروحيات الإسرائيلية التي كانت تطير فوق خطوطنا وتحاول استرجاع طياريها الذين تحطمت طائرتهم في نفس اليوم ولم يتم أسرهم، أو إنزال فرق "وحدات خاصة" للقيام بمهمات تم الإعداد لها سلفا.
*
وفي الصباح، شهدت الجبهة غليانا كبيرا. وبحسب الإذاعة المصرية فإن الإسرائيليين قاموا بتدمير المحطة الكهربائية في "نجا حمادي" عن طريق قصف جوي، لكن الإسرائيليين لم يتأخروا في توضيح الأمر حيث قالوا "إن المحطة لم تُقصَف بواسطة سلاحنا الجوي وإنما عبر فريق وحدات خاصة" منقولة عن طريق المروحيات". وكانت الدهشة تعلو كل وجوه الضباط المصريون الذين التقيت بهم، حيث تدور في أذهانهم الأسئلة التالية: كيف قام الإسرائيليون بهذا العمل ما دام أن "نجا حمادي" ليست في متناول فرق "الكومندو"؟ وكيف تجرّأوا على ذلك؟
*
لم يتوان الإسرائيليون عن استغلال المناسبة لتضخيم هذه العملية إعلاميا، وساعدهم في ذلك عموم الناس الذين جعلوا من هذه الواقعة محور حديثهم. وفي صبيحة اليوم الموالي لهذه العملية، استلمت "شفاف" الوضع الجوي لليلة أمس وفهمت منذهلا الطريقة التي لجأ إليها الإسرائيليون: لقد حلقت 8 طائرات مروحية من طراز "سوبر فرولون" شبه متلاصقة، وهي حاملات ضخمة صُنعت في فرنسا، وهذا ليوهموا المصريين بأنها أربع مروحيات فقط بدل ثمانية، وهو ما جعل شاشات الرادار لا تكشف إلا عن أربع أجسام فقط. وفي منتصف الطريق إلى "نجا حمادي"، عادت أربع مروحيات أدراجها وحطّت الأربع الباقية، فظن المصريون أنها محاولة اقتحام محدودة. وبعد هبوط المروحيات تمكنت سيارات "جيب" مليئة بالقوات الخاصة من التوجه نحو الهدف ووضع عبوات مؤقتة التفجير. وعند الفجر، ظهرت 4 بقع على شاشات الرادار، وهي للمروحيات الأربعة التي عادت أدراجها إلى الأراضي الإسرائيلية بعدما قامت بالعملية وأنجزت مهمتها في "نجا حمادي".


الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار 4054848326
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://negrine.yoo7.com/profile.forum?mode=register&agree
شبح الملاعب
مشرف
مشرف
شبح الملاعب


ذكر عدد الرسائل : 1659
العمر : 30
الموقع : نقريـــــــــــــــــــــــــــــن
المزاج : شبح الملاعب
الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار Empty
البلــــــــد : الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار Male_a11
السٌّمعَة : 2
نقاط : 31058
تاريخ التسجيل : 20/09/2008

الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار   الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2009 - 10:34

إستراك يفيدنا أخي قصي ويفيد

مشكور أخي قصي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://negrine.yoo7.com
عاشقة الأقصى
مشرفة
مشرفة



انثى عدد الرسائل : 1704
العمر : 103
الموقع : غزة المحاصره
المزاج : لْـاْ شَـيْئـْـ سِـوْىْ ـاْ اْلْصًمْتْـ
الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار Empty
البلــــــــد : الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار Female56
السٌّمعَة : 13
نقاط : 30072
تاريخ التسجيل : 20/01/2009

الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار   الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار I_icon_minitimeالثلاثاء 16 يونيو 2009 - 11:53



وفي الصباح، شهدت الجبهة غليانا كبيرا. وبحسب الإذاعة المصرية فإن الإسرائيليين قاموا بتدمير المحطة الكهربائية في "نجا حمادي" عن طريق قصف جوي، لكن الإسرائيليين لم يتأخروا في توضيح الأمر حيث قالوا "إن المحطة لم تُقصَف بواسطة سلاحنا الجوي وإنما عبر فريق وحدات خاصة" منقولة عن طريق المروحيات". وكانت الدهشة تعلو كل وجوه الضباط المصريون الذين التقيت بهم، حيث تدور في أذهانهم الأسئلة التالية: كيف قام الإسرائيليون بهذا العمل ما دام أن "نجا حمادي" ليست في متناول فرق "الكومندو"؟ وكيف تجرّأوا على ذلك؟

إن الله يمهل و لا يهمل

\\

قصى

\\

سلمت اناملك الذهبيه على الموضوع القيم

فدتنى كتير

جزاك الله خيراً


دمت متميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://negrine.yoo7.com/profile.forum?mode=register&a
 
الحلقة السادسة لمذكرات اللواء خالد نزار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة الثانية لمذكرات الجنرال خالد نزار
» الحلقة الخامسة من مذكرات اللواء خالد نزار :
» الحلقة العاشرة والأخيرة من مذكرات اللواء خالد نزار
» الحلقة‮ ‬السابعة من مذكرات اللواء خالد نزار
» الحلقة الثامنة من مذكرات خالد نزار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نقرين الحضارة و التاريخ  :: المنتدى العــــــــام :: غــزّة الجريحـــة-
انتقل الى: