نبذة تاريخية حول نقرين

السلام عليكم
ااولا اريد اخواني ان اشير ان هذاا البحث قامت به الطالبة اسماء في التاريخ

لقد شهد المغرب القديم عدة حضارات ابتداء من الوجود الفنيقي الى الاحتلال الروماني فعمل هذا الأخير على فرض وجوده في المنطقة من خلال إنشاء مستوطنات وحصون عسكرية لمقاومة المغاربة فكانت منطقة نوميديا احدى الشواهد على هذا التواجد من خلال المعالم الأثرية التي تركها فيها في مختلف الحواضر و المدن مثل : تيمقاد ، جميلة ،بونة ،تيفست ...و احتوت تيفست على عدة اثار خاصة في المناطق الجنوبية ابتداءا من بئر العاتر الى نقرين حيث تعتبر هذه الاخيرة من اهم الحصون الرومانية باحتوائها على هنشير نقرين القديمة وحصن البسرياني او ادماجور .ومن خلال هذا نتساءل حول تاريخ هذه المنطقة ؟ واهم ما احتوته اثارها الرومانية ؟ وللإجابة على هذه الاسئلة وضعنا المخطط الاتي :
-نبذة تاريخية حول نقرين
-اهم اثار هذه المنطقة المتمثلة في كل من بسرياني و نقرين القديمة كنماذج
معتمدين المنهج التاريخي الوصفي لكتابة هذه الاحداث التي اخذناها من مراجع عدة اهمها
* اهل المنطقة العارفين بها
* شارل اندريه جوليان : تاريخ افريقيا الشمالية ،تر بشير سلامة
*St Gsell :le fossé de frontiéres romaiens de l’afrique du nord, melange boissier,paris,1903.

نبذة حول نقرين:
نقرين هي عبارة عن بلدية تقع جنوب ولاية تبسة حيث تبعد عنها بحوالي 150كلم يعني اسمها الآبار الامازيغية يحدها من الشمال دائرة بئر العاتر و ثلجيان و من الشرق الحدود التونسية و من الجنوب بلدية بن قشة ولاية الوادي ومن الغرب فركان .
تبلغ مساحتها 1604كلم .وجدت نقرين من أقدم العصور حيث مرت عدة حضارات على هذه المنطقة.أولها أثناء فترة ما قبل التاريخ والتي عرفت بالحضارة القفصية العليا في نقرين القديمة
و زروان و الهوارين كما عرفت فترة فجر التاريخ بما يعرف بالتميلوس والتي وجدت في المناطق الشبه صحراوية وهذا النوع من المعالم الجنائزية يعرضه عالم الآثار الفرنسي ستيفان غزال بأنه شكل دائري او مستطيل يوضع به أشياء مقدسة غير متصلة مع غرفة الميت .ثم عرفت فترة الوجود الروماني عدة أثار موجودة بالقرب من خط الليمس وأهمها نقرين القديمة وحصن البسرياني حيث تم اكتشافها خلال الفترة الاستعمارية عندما قام صوان الآثار الفرنسيين الذين كانوا يشتغلون كرواد الطائرات الحربية1 في الجيوش الفرنسية بتصوير جوي للمناطق الأثرية الرومانية خاصة على الحدود الرومانية (خط الليمس) والمناطق الجنوبية للمقاطعات الرومانية (البروقنصلية ،نوميديا، موريتانيا القيصرية)وقد بينت هذه الصور الجوية وجود عدة أثار أهمها حجارة منحوتة كبيرة ،تجمعان سكانية مطمورة تحت التراب وأثبتت أن الرومان قدموا إلى هذه المناطق من حوالي 25 قبل الميلاد من طرف القائد الروماني كورنيليوس بايبيوس -عهد الامبراطور اوغسطس-
كان لنقرين دور أيضا في العهد الإسلامي حيث كانت ممرا او طريقا للفتوحات الإسلامية . ودور في الفترة الحديثة من التاريخ العثماني ، واكبر دليل على ذلك منطقة المحلة التي سميت على اسم جيش المحلة العثماني ، أما في الفترة الاستعمار الفرنسي فقد كانت منطقة ثورية بالدرجة الأولى ذات أهمية كبرى للموقع الاستراتيجي بين الحدود الشرقية لتونس و الجزائر.
وباعتبارها منطقة صحراوية فهي ذات مناخ قاري جاف تعرف بنخيلها وانتاجها لمحصولي القمح والشعير في منطقة المرموثية جارش وتعد من أقدم البلديات في الشرق الجزائري وقد عيينت بلدية رسمية سنة 1920م .

أثار مدينة نقرين :
لقد ترك الوجود الروماني بنقرين عدة أثار من أهمها :
1 - هنشير البسرياني : خلال السنوات 1935-1936 تم اكتشاف أثار هنشير البسرياني عن طريق التصوير الجوي كما تم ذكره سابقا ويقع هذا الأثر الروماني بالقرب من جبل مجور1 جنوب بلدية نقرين التي يبعد عنها ب 13كلم وهي عبارة عن قلعة رومانية قديمة اطلق عليها خلال العهد الروماني ادماجور كانت قد انشئت خلال حكم الامبراطور تراجان سنة 105 للميلاد من طرف القائد لوسيوس منيكيوس ناتاليس والتي اشارت اليه النقيشة اللاتينية المتواجدة على البوابة الجنوبية للقلعة وقد اهلها التجمع السكاني الذي تكاثر بالقرب من هذه القلعة بان تصبح بلدية خلال بداية حكم الامبراطور ديوكليتان و ماكسيمان حيث كانت ادماجور تابعة للمقاطعة الرومانية نوميديا .
اما شكلها فهي مستطيلة الشكل ذات مقاس طول 170 م وعرض 110 م اي مساحة 100 هكتار ، تحتوي على ابراج مربعة الشكل على الزوايا الاربعة التي كانت قد رسمت خلال الفترة المتاخرة من الحكم الامبراطوري –خلال العهد البيزنطي -.بها بقايا تحصينية دفاعية والتي تتعلق بالفترة البيزنطية وبها بقايا لقنوات مياه كانت تزود المدينة بالمياه عبر منبع يتواجد في الجهة الشمالية لعين لوشيكة2 ونجد عدة طرق احدها يؤدي الى قلعة مديلة التي تتواجد ببلدية فركان وطريق روماني يربط بسرياني بتبسة واثار لطريق روماني اخر من الناحية الجنوبية للمدينة ياخد اتجاه الجنوب الشرقي –طريق عسكري يربط عين باديس ببسرياني والجريد بتونس – كما توجد جدران من الحجارة الكبيرة بمنطقة عين لوشيكة .
لقد كانت البسرياني (ادماجور ) مقرا للكتيبة الثالثة الرومانية والتي كانت مهمتها حراسة حدود روما الجنوبية من هجمات الموزولامي الامازيغية لكن دون جدوى لان قبائل الصحراء ارهقت جيوشها فتم تحويل هذه المنقطة الى تيمقاد وقد احتضن هذا الحصن مولد الاب دوناتوس عراب مذهب الدوناتية .
-هنشير نقرين القديمة
تقع هذه المنطقة على بعد 5كلم من نقرين وبعض الأمتار من فركان اكتشفت من طرف م.ريجاس سنة 1921م الذي وجد بها العديد من القطع الحجري كما تحتوي هذه المنطقة على طبقة من الأرض المقفرة والجذباء التي كلما علت وارتفعت ظهرت عليها مجموعة من القطع التي قام بعدها م.ريجاس في قائمة طوبوغرافية وصنفها ج.تيكسيي وقد وجد أن هذه القائمة تحتوي على 65 صفيحة مصقولة وخشنة متنوعة الأشكال فمنها الصفائح ذات الرؤوس المقوسة وأخرى مثلثة وأخرى ذات جوانب محدبة ومقعرة
إذا تعد نقرين من اهم المناطق الاثرية التي عرفها التواجد الروماني والتي ميزها بحصن ادماجور و منطقة نقرين القديمة وكذلك الاثار في عين لوشيكة وغيرها من الهناشيرلكن الملاحظ على هذه الاثار انها مهملة من طرف المسؤولين خاصة بعد ان تعرضت لتاثيرات الطبيعة التي طمست معظم معالمها