لعل كل قارئ لهذا الموضوع يعجب من تصنيفه في قسم السلوكيات ،لكنه سلوك داخلي وصراع ذاتي يهدد كل الشباب ان لم يقوم ذاته .
( أحلام اليقظة)
هي عبارة عن أستجابات بديلة للاستجابات الواقعية فإذا لم يجد الفرد وسيلة لاشباع دوافعة في الواقع فإنه يحقق أشباعا جزئيا عن طريق التخيل و أحلام اليقظة و بذلك يخف القلق و التوتر المرتبط بدوافعه, فالفقير يحلم يالثراء و الفاشل يتخيل أنه وصل إلى قمة المجد.
و تلجأ جميع الناس إلى أحلام اليقظة أحيانا و لكن الأسوياء سرعان ما يعودون إلى الواقع, أما الاستغراق الشديد فيها إلى درجة أستنفاذ جزء كبير من الطاقة النفسية, كذلك يؤدى الاسراف فيها إلى العجز عن التمييز بين الواقع و الخيال.
فالخاطرات مبدا الخير و الشر ،ومنها تتولد العزائم و الهمم،فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهرها ،ومن غلبته قادته الى الهلاك، ولا تزال الخطرات تتردد على القلب حتى تصير منى باطلة .
فقد نهى عنها الله تعالى في قوله (كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب)
وهذا الفعل صنفه ابن قيم الجوزية في كتابه -الجواب الكافي لمن سال عن الدواء الشافي- من انواع الزنا والعياذ بالله وسماه زنا الخواطر .