استغفر الله
صحتك أمانة في عنقك
هل أنت حر في بدنك،تفعل ما تشاء؟تفعل ما يضره أو تقصر في حقه؟لا.لان بدنك أمانة في عنقك،وهذه الأمانة لابد أن تصونها وتحافظ عليها.
قد يقول قائل:جسمي وأنا حر فيه،افعل به ما أشاء ولكن لا ثم لا،أنت لست حرا فيه،ولا يحق لك أن تفعل به ما تشاء،ألا تعرف معنى قول الله تعالى في الاية156 من سورة البقرة"إنا لله وإنا إليه راجعون"؟و"إنا لله" أي إننا ملك وعبيد لله يفعل بنا ما يشاء،لانملك من أنفسنا شيئا،ليس لأحد أن يقول:مادمت لا اضر أحدا فإنني افعل ما أشاء،أو يقول تلك العبارة التي يرددها البعض أحيانا((حريتي تنتهي حينما تصطدم بحرية الآخرين))فهل معنى ذلك لو أن الإنسان في صحراء خالية،له أن يفعل مايشاء،مادام لايضر غيره؟لا.بل قل: حريتي تنتهي حينما تصطدم يشرع الله،والله سبحانه يرانا حتى لو كنا في صحراء خالية،أو في أعماق مغارة مظلمة،وهو مطلع على أقوالنا وأفعالنا،فأنت حر ما لم تضر فلا تضر غيرك ولا تضر نفسك ولا تخالف أمر الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وسائل الأضرار بالنفس كثيرة فأنت إذا كنت تسهر من غير داع،وتحرم نفسك من الراحة اللازمة لبدنك فأنت تضر نفسك،ويحاسبك الله على ذلك ،كما أن السهر سوف يضيع عليك صلاة الفجر،أما إذا نمت مبكرا فان في ذلك حفظا لبدنك وأيضا فانك تبدأ يومك بعد صلاة الفجر فتمارس عملك وأنت في غاية النشاط واليقظة.
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يسهر للحديث والسمر بعد العشاء،عن عائشة قالت: ما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل العشاء ولا سمر بعدها ،وقال احد الصحابة وهو أبو برزة الأسلمي:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر العشاء وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها.وقال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: جدب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم السمر بعد العشاء،ومعنى حدب أي: نهانا عن السمر بعد العشاء.
من الأمور المهمة جدا لحفظ الصحة:غض البصر،فلا تنظر إلى ما حرم الله ، سواءا كان ذلك في الطريق أو في التلفاز أو النت أو غيرها،لان غض البصر يجعلك اكتر سكينة وطمأنينة فترتاح نفسك،وهذا في حد ذاته يؤثر إيجابا على صحتك،كما انه يحميك من الأخطاء السيئة المترتبة عن النظر إلى الحرام التي تأثر سلبا على صحتك.ومن الأمور التي تعينك على غض البصر وتحميك من الزلل كثرة الصيام وقراءة القران وذكر الله وملازمة المسجد والصحبة الصالحة وعمل الواجبات وممارسة الرياضة فالرياضة مهمة في حد ذاتها لبناء جسمك ونشاط ذهنك،وإعدادك لتكون مأمنا قويا ،كذلك فان الإسراف في تناول الطعام يضر بصحتك ويؤدي إلى الخمول هذا قيل من الكثير.
المهم أن نتقي الله في أنفسنا ولا نفعل عملا يمكن أن يلحق الضرر بأجسامنا فإذا كنت تفعل شيئا من هذا فاعقد العزم على الإقلاع منه،أملا في أن تكون مسلما قوي النفس قوي الإيمان قوي البدن أيضا.